طائر السعيدة 7″، ولغة الأنا..!

يمنات
محمد الصُّهباني
تقديم مايا العبسي لبرنامج “طائر السعيدة 7” يتسم بلغة الأنا في تسليم جوائز المسابقة. على سبيل المثال، تقول لأحد الفائزين عند الإجابة على سؤال ما: “وهذا المبلغ مني أنا”. وكان الأجدر بها أن ترتقي بأسلوبها لتشير إلى أن المبلغ مقدم من البرنامج أو من قناة السعيدة، أو تكتفي بقول: “نحن نقدم لك هذا المبلغ”. البرنامج يعج بالاستعراض والتفاخر في منح الجوائز، وكأن المقدمة هي المتكفلة شخصياً بدفع المبالغ، متناسية أن هناك إدارة ومخرجاً وممولين وراء هذا العمل. لا يبدو أن أحداً من طاقم البرنامج، سواء المخرج أو مدير عام البرامج، ينتبه إلى اللغة غير المستحبة التي تستخدمها العبسي، والتي لا تليق بمقدمة برنامج يُفترض أن يكون احترافياً.
في النهاية، طائر السعيدة ليس أكثر من مشروع تجاري لقناة هدفها الأول والأخير تحقيق الأرباح، لا تقديم مضمون ذي قيمة.
يبدو أن مايا العبسي تتعامل مع جوائز البرنامج وكأنها من حسابها الشخصي، متناسية أنها مجرد مقدمة، لا ممولة ولا صاحبة القرار. لغة الاستعلاء والتفضل على المشاركين تكشف افتقار البرنامج لأدنى معايير الاحترافية، وكأن الفائزين متسولون ينتظرون “عطايا” المقدمة.
من الواضح أن القناة تركز على الشكل لا الجوهر، فبدلاً من تصحيح هذا السلوك، تواصل استثمارها في الاستعراض الفارغ. إن كان الهدف هو تقديم الترفيه، فليكن ذلك دون إهانة الفائزين أو إظهارهم بمظهر المستجدي، فهذا استخفاف بالجمهور قبل أن يكون استخفافاً بالمشاركين.
في النهاية، يبقى طائر السعيدة مجرد برنامج مسابقات تجاري، يبيع الوهم بعبارات منمقة، بينما الحقيقة أنه لا يختلف كثيراً عن أي إعلان ترويجي لمصلحة القناة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا
لقراءة وتحميل كتاب فضاء لا يتسع لطائر انقر هنا